9.18.2012

الليبيون يدينون الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي


خرج الليبيون إلى الشوارع الأربعاء 12 سبتمبر لإدانة مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنس وثلاثة من زملائه في القنصلية الأمريكية ببنغازي.
واحتشد المتظاهرون في ميدان الجزائر بطرابلس العاصمة وميدان الشجرة في بنغازي حاملين لافتات كُتب عليها عبارات من قبيل "كريس ستيفنس صديق كل الليبيين"، "البلطجية والقتلة لا يمثلون بنغازي أو الإسلام".
وأدانوا استخدام الأسلحة والعنف. ودعوا السلطات الليبية إلى تسريع بناء وحدات الشرطة والجيش لضمان سلامة المواطنين.
في غضون ذلك عقد ونيس الشارف وكيل وزارة الداخلية بالمنطقة الشرقية مؤتمرا صحفيا الأربعاء في بنغازي لتأكيد خبر مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنس.  
وفي تفسيره لمقتل السفير الأمريكي، قال إنه تم استغلال انتهاك أمني من قبل "أزلام النظام السابق، وأنه وردت معلومات أن هذا العمل كان رسالة احتجاج ضد اعتقال عبدالله السنوسي".
وفي الوقت الذي يتهم فيه نائب وزير الداخلية الموالين للقذافي، يشير آخرون إلى أن هذا الاعتداء يأتي بعد يوم واحد فقط من إصدار زعيم القاعدة أيمن الظواهري شريطا صوتيا دعا فيه الليبيين إلى الانتقام لمقتل الإرهابي محمد حسن قايد المعروف أكثر باسم أبو يحي الليبي .
بدوره ألقى القيادي السابق في الجماعة المقاتلة الليبية الإسلامية نعمان بن عثمان باللوم صراحة على الجهاديين في مقال لسي إن إن قال فيه إن الاعتداء "جزء من عملية إرهابية معدة مسبقا".
وقال بن عثمان "الجهاديون يريدون أن يجعلوا العالم يعتقد بأن الاعتداء هو جزء من الاحتجاجات ضد فيلم قام به أحد الهواة"، وأضاف "هذا الاعتداء ارتكبته مجموعة صغيرة من المتطرفين لا تمثل الشعب الليبي".
وتابع بن عثمان يقول "وكما هو الحال عادة، يحاول المتطرفون استغلال غياب الأمن في بلد خرج للتو من حرب أهلية. إنهم يحاولون جاهدين زعزعة السلام الذي ناضل من أجله معظم السكان".
كما أوردت ليبيا هيرالد أن جماعات سلفية مثل أنصار الشريعة يُعتقد أنها متورطة في الاعتداء. بدوره أشار نائب السفير الليبي في لندن أحمد جبريل إلى أنصار الشريعة بأنها تقف وراء الاعتداء.
وصرح جبريل لبي بي سي "إنهم لم يكونوا معروفين في ليبيا قبل الثورة. كانت لدينا الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وكان لدينا الإخوان المسلمون، كان لدينا سلفيون لكننا لم نسمع عن هذه الجماعة إلا مؤخرا حتى بعد اندلاع الثورة".
وفي الأثناء، يجري المحققون الليبيون بحثا حول احتمال استغلال فروع القاعدة أو المتعاطفين معها للمظاهرات كتمويه لتنفيذ عملية انتقامية منسقة حسب ما أوردته فرانس بريس.
الشيخ خليل، أحد سكان تاجوراء، قال "لا أعتقد بأن أنصار الشريعة فقط هم من وراء ذلك، وأعتقد أن هناك تسلل من القاعدة إلى الأراضي الليبية في محاولة لتحويلها إلى ساحة نزاع مع أمريكا. فالأمس كانت ذكرى 11 سبتمبر. وهناك ثأر بخصوص مقتل أبو يحي الليبي، واستمعنا إلى أن هناك تهديدات بحرق القنصلية بهذا الخصوص".
وفي العاصمة طرابلس، أغلقت كل الطرق المؤدية إلى السفارة الأمريكية باستخدام القوالب الخرسانية وانتشرت قوات الأمن التي تضم ثوار سابقين لمراقبة كل الطرق والبعثات الدبلوماسية ومقرات الشركات الأجنبية.
عصام سالم، شاب كان يحرس الشارع المؤدي للسفارة الأمريكية ضمن قوات اللجنة الأمنية العليا التابعة لوزارة الداخلية "هذا التصرف لا يمثل إلا مجموعة بسيطة وليس الشعب الليبي. وآمل ألا يؤثر ذلك على العلاقات الليبية-الأمريكية والدول الغربية".
بينما تساءلت وريده الغرياني "ما ذنب السفير؟ هذا الحدث سيؤثر على العلاقات مع أمريكا وعلى ‘إعادة إعمار ليبيا نتيجة الخوف من عدم توفر الأمن والأمان".
يذكر أن السفير ستيفنس كان أحد مؤيدي الثورة التي انطلقت من بنغازي والتي أطاحت في نهاية المطاف بمعمر القذافي.
الخبير الاقتصادي يوسف امحمد يوسف العجيلي، قال في تصريح لمغاربية "صُدمنا كليبيين بالأحداث الأخيرة في بنغازي. فهذا السلوك غريب علينا، وإنما هو سلوك القاعدة وأخواتها من المنظمات المتطرفة، والتي استغلت عجز الدولة وقامت بما قامت به. و نحن في ليبيا، الأغلبية الساحقة من الشعب الليبي، ندين ونستنكر هذه الأعمال ونتبرأ منها".
وأوضح أن الهجوم على القنصلية الأمريكية يعبر بشكل جلي على مدى تعقد الوضع الأمني في ليبيا وحجم التحديات التي ستواجه الحكومة الليبية الجديدة برئاسة مصطفى أبو شاقور الذي انتخبه المؤتمر الوطني العام الأربعاء 12 سبتمبر.
[أ ف ب/إنتل سنتر] بعض المسؤولين الليبيين يوجهون أصابع الاتهام لمقاتلين من أنصار الشريعة عن الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
[أ ف ب/إنتل سنتر] بعض المسؤولين الليبيين يوجهون أصابع الاتهام لمقاتلين من أنصار الشريعة عن الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
وأضاف العجيلي "رغم أن البعض يحاول أن يلقي بالمسؤولية في ارتكاب هذه الجرائم البشعة على بقايا أتباع القذافي، إلا أن الأدلة تشير إلى ضلوع المتطرفين فيها. وبالتالي فمن المؤكد أنه سيكون لها أثر سلبي على صورة الإسلاميين".
فضيل الأمين، الخبير السياسي الليبي ورئيس المجلس الأميركي الليبي ألقى باللوم على كتيبة أنصار الشريعة، والتي قال عنها "إنها ترتبط بالقاعدة إضافة إلى كونها مخترقة من قبل بقايا أتباع القذافي".
وأضاف فضيل الأمين "إن عصابات المتطرفين التي تسعى لنشر الفوضى والخراب في ليبيا عبر أعمال إرهابية ما هي إلا واجهة لتنظيم القاعدة، وهدفها تحويل ليبيا إلى ما يشبه الصومال أو العراق في شمال إفريقيا".
فيما استغرب عبد الله شريف، مهندس من بنغازي، القيام بمثل هذه الأعمال الإجرامية باسم الإسلام ونسبتها له. وقال "الإسلام بريء من مثل هذه الأعمال".
"فالإسلام يحرم على المسلمين قتل أي شخص أجنبي يوجد في حمايتهم أوتربطه بهم معاهدات واتفاقيات، وهذا حال الهيئات الدبلوماسية. وتوجد العديد من الأحاديث المروية عن الرسول محمد، والتي تؤكد ذلك، منها حديث مشهور في صحيح البخاري يقول إن من قتل معاهدا حرمت عليه رائحة الجنة".
في غضون ذلك، عقد محمد المقريف رئيس المؤتمر العام مؤتمرا صحفيا بحضور عبد الرحيم الكيب رئيس الوزراء المنتهية ولايته لاستنكار الاعتداء.
وجاء في بيانهما المشترك "إن هذا الفعل الشائن يتنافى تمام التنافي مع ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الأصيلة وتقاليد وأعراف الضيافة العربية الأصيلة".
وأكد المقريف عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والأمريكي والتي ازدادت توثقا مع مواقف الحكومة الأمريكية الداعمة لثورة 17 فبراير.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق